قداسة البابا المعظم الانبا تواضروس الثاني

الدكتور القس أندريه زكي

غبطة البطريرك الانبا ابراهيم اسحق

سيادة الارشمندريت ذمسكينوس الأزرعي نائبا عنالبابا ثيؤدورس الثاني

سيادة المطران سامي فوزي

سيادة الدكتور ميشال عبس

أصحاب الغبطة والسيادة وأصحاب النيافة

الآباء الكهنة وحضرات القسوس

السيدات والسادة الحضور الكريم

أود في بداية كلمتي أن أتقدم بخالص الشكر لقداسةالبابا تواضروس الثاني على رحابة صدره واستنارةعقله واتساع فكره وانفتاحه على العمل المسكونيوترتيبه لهذه الاحتفالية المتميزة  .

أما بشأن الجمعيات العامة لمجلس كنائس الشرقالأوسط

فالجمعية العامة هي السلطة الرئيسية والعليا فيمجلس كنائس الشرق الأوسط وتجتمع بشكل دوريكل أربع سنوات وتتألف من رؤساء الكنائس الأعضاءومندوبين تعينهم الكنائس التي تؤلف العائلاتالكنسية الأربع

ومنذ تأسيسه عقد مجلس كنائس الشرق الأوسطحتى الآن اثنتي عشرة جمعية عامة منها ٨ فيقبرص و٢ في لبنان وواحدة في الأردن وواحدة فيمصر.

وفي حقيقة الأمر إنني لا أستطيع أن أخفي انحيازيلآخر انعقاد للجمعية العامة في مصر ليس لأننيكنت حاضرا فيها ولكن لارتباطي بالكنيسة المصريةبصفة عامة وبحبي لبلدي الحبيب مصر

مصر التي قال عنها صلاح جاهين

على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء

أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء

باحبها وهي مالكة الأرض شرق وغرب

وباحبها وهي مرمية جريحة حرب

مصر التي كتب عنها شاعر النيل  حافظ ابراهيم فيقصيدته الشهيرة

مصر تتحدث عن نفسها

وَقَفَ الخَلقُ يَنظُرونَ جَميعاً

كَيفَ أَبني قَواعِدَ المَجدِ وَحدي

وَبُناةُ الأَهرامِ في سالِفِ الدَهر

كَفَوني الكَلامَ عِندَ التَحَدّي

أَنا تاجُ العَلاءِ في مَفرِقِ الشَرق

وَدُرّاتُهُ فَرائِدُ عِقدي

أَنا إِن قَدَّرَ الإِلَهُ مَماتي

لا تَرى الشَرقَ يَرفَعُ الرَأسَ بَعدي

لذا سأعطي لحضراتكم فكرة عامة عن الجمعية العامةالتي عقدت في مصر

عُقدت الجمعية العامة الثانية عشرة لمجلس كنائسالشرق الأوسط في الفترة من ١٦ – ٢٠ مايو ٢٠٢٢ بمركز لوجوس البابوي بدير الأنبا بيشوي بواديالنطرون برئاسة رؤساء العائلات الكنسية الأربعوأمانة الدكتور ميشال عبس الأمين العام للمجلس.

ومما هو جدير بالذكر أن هذه هي المرة الأولى التيتستضيف فيها مصر الجمعية العامة للمجلس منذ أنتأسس عام ١٩٧٤.

وبكل ترحاب وحفاوة وبكل كرم وسخاء وعطاء قامقداسة البابا الأنبا تاوضروس الثاني باستضافةالمشاركين مهيئا لهم كل سبل الراحة والهدوء والبهجةطوال مدة إقامتهم في مصر.

كما قام الدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفةالإنجيلية بمصر ورئيس الهيئة القبطية الإنجيليةللخدمات الاجتماعية بدور كبير في المساهمة لإنجاحأعمال الجمعية العامّة.

ومما أثلج صدور المجتمعين بوادي النطرون استقبالالرئيس عبد الفتاح السيسي بقصر الاتحاديةللبطاركة ورؤساء الكنائس المتعددة في بلدان الشرق.  

وشدد الرئيس خلال المقابلة على أن المواطنة والحقوقالمتساوية للجميع هي قيم ثابتة تمثل نهج الدولةالمصرية تجاه جميع المواطنين وهو ما ترسخه الدولةمن خلال ممارسات فعلية وواقعية بجميع مناحيالحياة في مصر لتعظيم تلك القيم الإنسانية منالسلام والمحبة وعدم التمييز لأي سبب ونشر ثقافةالتعددية وحرية الاعتقاد وفي المقابل مكافحةالتعصب والتشدد.

وأكد الرئيس السيسي أن المسيحيين في جميع الدولالعربية هم جزء أصيل من نسيج المجتمع العربي، كمااستعرض الرئيس خلال اللقاء ما تم في مصر منترميم للعديد من الآثار والمواقع والكنائس المسيحيةالأثرية الزاخرة بالمخطوطات والأيقونات التاريخيةالفريدة، فضلا عن مشروع إحياء مسار العائلةالمقدسة في إطار الاهتمام بحماية التراث المسيحيالمصري.

وفي بيانها الختامي، أعربت الجمعية العامّة عنشكرها وامتنانها للرئيس عبد الفتّاح السيسي مقدّرةً الجهود التي يقوم بها فخامته من أجل السلامالمجتمعي ومكافحة الإرهاب والعمل على بناءالجمهورية الجديدة. كما شكرت أجهزة الدولة المصريةلتعاونها واهتمامها بهذا الحدث. كما أكد المجتمعوندعمهم عمل المجلس ورسالته، وتمسُّكَهم بشهادتهمالمشتركة وتجذّرهم في هذه البقعة من العالم رغمالظروف الصعبة.

كما دعت الجمعية العامّة إلى نبذ العنف والتعصّببكلّ أنواعه وأشكاله، ورفض التطرّف والإرهابوالإقصاء والتمييز على أساس الدين والعرق واللونوالجنس وغيرها، والتضامن مع المهمَّشينوالمستضعَفين واللاجئين والنازحين، ومناشدةالمسئولين والأسرة الدولية للعمل على عودتهم إلىأرضهم.

وكذلك احترام حرّية المعتقَد، وترسيخ قيم المواطنةوالحياة المشتركة مع الإخوة المسلمين الذين نتقاسمالعيش معهم باحترام متبادَل، ودعم الكنائسوالمؤمنين في القدس، وواجب الحفاظ على الأماكنالمقدسة، وتذكير الأسرة الدولية وشعوب العالم بأهمّيةتقوية الحضور المسيحي في مدينة السلام .

كما دعت الجمعية العامة المسئولين وأصحاب القرارإلى العمل الجادّ على التصدّي للأزمات المستشريةفي مختلف بلدان منطقتنا الشرق أوسطية، ولا سيّماالوضع الاقتصادي المتردّي، رفعاً للمعاناة التي تثقلكاهل الشعوب، ما يستوجب وقفة ضمير لإعلاء الخيرالعام فوق كلّ اعتبار.

كما شددت الجمعية العامّة على أنّ الحضورالمسيحي هو في جوهر كينونة هذا الشرق، وقد كانللمسيحيين الإسهامات الجليلة في بناء بلدانهموازدهارها، وهم سيبقون متجذّرين في هذه الأرضوشركاء أصلاء في نهضتها وبناء حاضرهاومستقبلها، مهما اشتدّت العواصف والتحدّيات.  

كما تطلعت الجمعية العامّة بألم إلى نزيف الهجرةالذي يطال مجتمعاتنا، ولا سيّما الفئات الشابّة. وأكّدت أهمّية الثبات في الأرض، ودعت الذين هاجرواإلى المحافظة على ارتباطهم بأوطانهم الأمّ وعدمالتفريط بممتلكاتهم، واثقةً أنّ الله يوجِد من المحنةخلاصا.

كما أكدت الجمعية العامّة أهمّية التجاوب معالتغييرات المناخية، وأكدت دورنا ومسئوليتنا كوكلاءصالحين على الخليقة، وطالبت أمم العالم بأخذالتدابير اللازمة بشأن التغييرات المناخية.

وفي ختام أعمال الجمعية العامة، رفعت الصلاة منأجل استقرار منطقة الشرق الأوسط، وانتهاء الحروبوالنزاعات، ورفع الوباء والغلاء، وإحلال الأمنوالسلام في الشرق والعالم، كي يستكشف الجميعطريق السلام. فنسير بشجاعة في دروب حياتنا، ونتابع شهادتنا لإيماننا، وأمانتنا لإنجيل المحبّةوالفرح والسلام، متمسّكين بأرضنا وتراث آبائناوأجدادنا، وواثقين بكلام السيد المسيح القائل: “تشجّعوا، أنا هو، لا تخافوا“.

كان هذا ملخصا لآخر جمعية عامة للمجلس عقدت فيمصر وما أود أن أقوله في ختام كلمتي

إن جوهر التعددية موجود في صلب إيمانناالمسيحي فالكتاب المقدس واحد ولكن كتبه حوالي 40 شخصا مختلفي الثقافات والخلفيات كما أن هذاالكتاب الواحد كتب بلغات متعددة, كما أنه يحويأساليب أدبية متعددة منها الشعر والنثر والقصةوالتاريخ.

وأيضا جوهر التعددية يكمن في الذات الإلهية فاللهواحد ولكنه مثلث الأقانيم وحدانية جامعة مانعةتحوي تعددا في الأقانيم.

ولهذا فنحن وفقا لإيماننا المسيحي مطالبون أن نعلمونعيش هذه الوحدة الرحبة التي تحوي تعددا فيداخلها فوحدتنا ليست وحدة تماثل ولكنها وحدةحاضنة للتنوع.  

في القرن السادس عشر وأثناء حرب الثلاثين عامادعا أحد اللاهوتيين الألمان المسيحيين المتصارعين إلىالوحدة المنطقية والعملية فقال:

في الأمور الجوهرية وحدة وفي الأمور الثانوية حريةوفي كل الأمور محبة

أيها الأحباء نحن خميرة الحب في هذا الشرق وإنفقدنا محبتنا لبعضنا البعض فأننا نفقد قوتناالأخلاقية لذا نحن مدعوون لأن نبني جسور الحبوالسلام وأن نهدم أسوار التعصب والظلام ولنعملمعا بيد واحدة من أجل أن يعلو صوت الحب علىالحرب .

وفي بداية مرحلة جديدة من عمر المجلس أتطلع لأنتكون صلاة كل واحد فينا هي تلك الصلاة العميقةالتي صلاها القديس فرنسيس الأسيزي :

يارباجعلني أداة لنشر سلامك

حيثما توجد الكراهية اجعلني أبذر بذار المحبة

وحيثما توجد الإهانة اجعلني أبذر بذار العفو

وحيثما يوجد الباطل اجعلني أبذر بذار الحق

وحيثما يوجد الشك اجعلني أبذر بذار الإيمان

وحيثما يوجد اليأس اجعلني أبذر بذار الرجاء

وحيثما يوجد الظلام اجعلني أبذر بذار النور

وحيثما يوجد الحزن اجعلني أبذر بذار الفرح

 حيثما توُجد الاساءة اجعلني أزرع المغفرة

 حيثما يوُجد الخلاف اجعلني  ازرع الاتفاق

سيدي
أنا لا أبحث عن عزاء, ولكني أريد أن أعزي الآخرين.
أنا لا أبحث عن أن أكون مفهوماً, ولكن أريد أن أفهمالآخرين.
أنا لا أبحث عن محبتهم لي, ولكن أن أحبهم أنا.

لأنه في العطاء يكمن الأخذ, وفي الخسارة يكمنالكسب, وفي المغفرة نكسب غفران نفوسنا, وفي الموتتكمن ولادتنا من جديد في الحياة الأبدية.
يارب إجعلني أداة لنشر سلامك,     آمين …… آمين

هو بس العنوان وفي النهاية توقيع

القس رفعت فكري
الأمين العام المشارك لمجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الإنجيلية