إن الحوار المسكوني يُقصَد به دائمًا الحوار بين الكنائس المختلفة، أي حوار بين مؤمنين مسيحيين، مشتركين في الإيمان بيسوع المسيح الله الكلمة المتجسد. فالكنائس جميعها تؤمن بذلك، لكن كلٌّ منها له تاريخ، وتقليد وفكر لاهوتي خاص يتفق في نقاط كثيرة مع الكنائس الأخرى، وقد يختلف في بعض النقاط. ورؤية الكنيسة الكاثوليكية هي أن الاختلاف سمة أساسية من سمات الجسد الواحد، فبولس الرسول يقول عن مواهب الروح القدس: “وهذا كله يعمله الروح الواحد نفسه موزعًا على كل واحد ما يوافقه كما يشاء. وكما أَن الجسد واحد وله أَعضاء كثيرة وأَن أَعضاء الجسد كلّها على كثرتها ليست إلا جسدًا واحدًا، فكذلك المسيح.” (1 كو 12).
إن الحوار المسكوني بين الكنائس المختلفة لا يقف، بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية، عند حد التعايش السلمي، بل يتجاوز ذلك بكثير ليصل إلى اشتراك كل الكنائس في عمل الله الخلاصي الذي استُعلِن في الرب يسوع. فإيماننا جميعا بيسوع القائم من بين الأموات يتخطى بكثير حد الوقوف عند تعايشنا سلميا معا، ليصل أن نشهد جميعا بما اختبرناه وتأملناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة في يسوع المسيح كلمة الله المتجسد.
غبطة البطريرك إبراهيم أسحق بطريرك الأسكندرية للأقباط الكاثوليك ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر