إن الوحدة بين الكنائس في العالم تبدأ بالمحبة وتستمر بالحوارات اللاهوتية والشركة في المجالات المختلفة. دون التخلي عن إيمان كل كنيسة بحسب عقيدتها. الوحدة تعني أن نقف جميعًا يدًا وحدة، وأن نعمل معًا لصالح الكنيسة العامة، نتفق معًا على أساسيات إيمانية، ننبذ التطرف الفكري العقائدي. فالاختلافات بين الكنائس هي اختلافات تاريخية وسياسية، وليست عقيدية فقط.
ولو عدنا بالذاكرة إلى الخلف قليلاً، ومنذ أكثر من 25 عامًا مضت، رفعت الصلوات من أجل الوحدة من الكنائس الثلاث وبدأت حوارات بين الطوائف للتقارب وإزالة كل ما يؤدى إلى التباعد والاختلاف، ولكنها لم تصل إلى الهدف المنشود. أيضًا أقام مجلس كنائس الشرق الأوسط بالعديد من البرامج التي تهدف إلى وحدة الكنيسة، لعل من أبرزها أسبوع الصلاة من أجل الوحدة الذي يقام سنويًا، وتشارك فيه كافة الطوائف المسيحية، ويعقد في كنائس مختلفة بمشاركة قادة هذه الكنائس.
ومع اعتلاء البابا تواضروس كرسي مارمرقس، وبتواضعه الشديد ومحبته لأبناء دينه ووطنه يحاول أن يقرب بين الكنائس في سلوك رائع ليتمم ما بدأه سلفه الراحل البابا شنودة، معتبرًا وحدة كنائس مصر هو عمل وطني في المقام الأول يأتي على مصر بالنفع. حيث دعا إلى إنشاء مجلس كنائس مصر، بمشاركة كافة الطوائف، كما بدأ في الدعوة من توحيد الاحتفال بالأعياد، والذي رحبت به مختلف الكنائس، وهي خطوة أولى على طريق الوحدة.
علينا إذًا أن نعمل معًا كقادة دينيين على إيجاد سبل جديدة للوحدة، عبر البحث سويًا عن السبل لتخطي التباعد الذي ما زال موجودًا، ولاسيما من خلال الحوار اللاهوتي بين الكنائس كونه يشكل “عنصرًا جوهريًا لإعادة الشركة الكاملة التي يتوق إليها الجميع”، على أن يجرى هذا الحوار في إطار العلاقات الكنسية، التي يجب أن تنتشر حتى تؤدي إلى تواصل ليس فقط بين رعاة الكنائس، بل أيضًا بين كل المؤمنين.
إن الوحدة الإدارية بين الكنائس في اعتقادي ليست هي المطلب، ولكن كما ذكرت وحدة الفكر والدور وقبول الاختلاف هي أساس التحرك في المرحلة المقبلة.
إننى أصلى أن يأتي اليوم الذي نصلى فيه جميعًا معًا، كلٌ بحسب إيمانه وعقيدته، ذاكرين فقط محبة الله الذي بذل ابنه الوحيد من أجلنا.
د. القس أندريه زكى
رئيس الطائفة الانجيلية بمصر