توقيع كتاب “قائدة الأوركسترا”: دعوة إلى الحوار والمحبة والتناغم في أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين

في أجواء يملؤها الفرح، شهدت كاتدرائية القديس يوسف المارونية بالقاهرة حفل توقيع الكتاب الجديد “قائدة الأوركسترا”، للكاتبة الإعلامية ريما السيقلي. يأتي هذا الحدث تزامنًا مع أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، ليجسّد من خلال صفحاته رؤية واضحة بأن الوحدة نسعى لها من خلال الحوار والمحبة.

استُوحي الكتاب من الواقع المصري، حيث يصحب القارئ في رحلة عبر تنوّع وغنى هذا الوطن، مسلّطًا الضوء على سحره وجماله. ويُبرز العمل أهمية الحوار كأساس للتلاقي والتفاهم، وتُعَدّ هذه الرواية أيضًا ثمرة خبرة الكاتبة خلال خدمتها في مجلس كنائس مصر، وخاصة من خلال لجنة الإعلام، حيث تجلّت روح التعاون والعمل الجماعي، التي تعكس شهادة حقيقية عن المحبة المتبادلة.

أقيم الحفل برعاية وتشجيع من سيادة المطران جورج شيحان، رئيس أساقفة إيبارشية القاهرة المارونية لمصر والسودان، والزائر الرسولي على شمال إفريقيا، الذي استقبل الحاضرين بمحبة ودفء. وحضر الحفل عدد من الشخصيات الدينية والدبلوماسية، من بينهم سيادة المطران جان ماري شامي، النائب البطريركي العام للروم الملكيين الكاثوليك بمصر والسودان، إلى جانب لفيف من الكهنة والراهبات. كما شارك في الحفل سعادة السفير اللبناني في مصر علي الحلبي، والقنصل داني برباري، بالإضافة إلى الدكتور جميل حبيب، عضو مجلس الشيوخ، وعدد من ممثلي الكنائس المختلفة وأعضاء حركة الفوكولاري.

وفي كلمة ألقاها مايكل فيكتور، رئيس لجنة الإعلام في مجلس كنائس مصر، قال:

“تحت رعاية المركز الماروني اللبناني للثقافة والإعلام، نحتفل بإطلاق رواية “قائدة الأوركسترا”، التي تخطّها أنامل الإعلامية المبدعة ريما السيقلي، في سرد أدبي يحمل في طياته نبض الحياة، وعمق المشاعر، وروحًا إنسانية تُحاكي واقعنا وتلامس أعماقنا. إن هذه الرواية ليست مجرد كلمات تُكتب أو صفحات تُقلب، بل سيمفونية تنبض بالحياة، تشبه الأوركسترا التي تحتاج إلى قائد يُنظّم إيقاعها، ويُوحد أصواتها المختلفة في لحنٍ متناغمٍ يُطرب الروح. هنا نجد الكاتبة قد جمعت بين إيقاع الألم والأمل، وبين تناقضات الحياة وتكاملها، لتُقدم لنا عملاً يُذكّرنا بأننا، على اختلاف أدوارنا، جزءٌ من إنسانية واحدة تُعزف بإيقاع المحبة والتآلف”.

وأضاف رئيس لجنة الإعلام في كلمته أن ما يميز هذا العمل، هو الروح المسكونية التي تتجلّى بين السطور؛ تلك الروح التي تتخطى الحدود، لتؤكد أن الإنسان في جوهره واحد، مهما اختلفت الثقافات أو المعتقدات. إنها دعوة للقاء في مساحات الفهم العميق والاحترام المتبادل، تمامًا كما تعزف الأوركسترا بتناغم رغم اختلاف الآلات والأصوات.

من جهته، أشار الأب رفيق جريش في كلمته إلى أن الكتاب يُجسّد دعوة أدبية عميقة تعكس جوهر المحبة المسكونية التي أرادها المسيح. مضيفًا: إن الكتاب يعكس صورة أدبية عميقة، فهي ليست مجرد رواية، بل دعوة مفتوحة لنا جميعًا لنعيش المحبة المسكونية كما أرادها المسيح. فالوحدة لا تعني الذوبان، بل تعني الانسجام والتناغم في حب المسيح وخدمته.

عقب الحفل، عبّر العديد من الحضور عن إعجابهم بمضمون الكتاب ورسالة الوحدة التي يحملها، مؤكدين أن العمل يقدم شهادة حية على أن الوحدة المسيحية لن تأتي إلا بالسعي نحو الحوار والتفاهم والاحترام المتبادل.