القس بطرس فؤاد: المحبة جسـر للسعي من أجل الوحدة

على هامش أسبوع الصلاة من أجل الوحدة بمصر، استعرض القس بطرس فؤاد، عضو لجنة الكهنة والرعاة بمجلس كنائس مصر، رؤيته حول المسكونية بروح ملؤها المحبة، مؤكداً أن العمل المسكوني ليس وليد العصر، بل هو مسيرة ممتدة عبر الأجيال، تجسدت بوضوح في عصر البابا كيرلس السادس، وازدادت إشراقًا في عهد البابا شنودة الثالث، حتى أصبحت في السنوات الأخيرة أكثر وضوحًا وقربًا من قلوب المؤمنين. ومع ذلك، أقرّ بأن هناك في كل زمن من لا يتقبل هذا العمل، إما بدافع من عدم الفهم أو بسبب تصورات مغلوطة.

ويرى القس بطرس أن أبرز التحديات التي تواجه المسكونية هو “التعصب”، حيث يظن البعض أن التمسك بالعقيدة يعني رفض الآخر بالكامل، متناسين أن الإيمان الحقيقي يدعونا إلى المحبة والتواصل. وأضاف قائلاً: “إن عدم الفهم المتبادل بين الطوائف، وعدم التعمق في معرفة عقائد بعضنا البعض، يشكلان عقبة كبرى أمام الوحدة، ولهذا فإن الحل يكمن في المعرفة والشرح السليم، وليس في العزلة أو القطيعة”. ودعا كل مؤمن أن يظل متمسكًا بعقيدته، ولكن في الوقت ذاته أن يفسح قلبه للمحبة والتلاقي مع أخيه المختلف، متمنيًا من أعماق قلبه: “أن نكون واحدًا في يوم من الأيام”.

وبصفته عضوًا في لجنة الرعاة بمجلس كنائس مصر، وجه دعوة صادقة لكل راعٍ أن يسعى لنشر الوعي بين أبناء كنيسته بأهمية المحبة وبناء جسور التواصل، مشددًا على أن الوحدة لا تعني التنازل عن العقيدة، بل تعني الاحترام المتبادل دون خوف أو تشكيك. وانتقد الأساليب التي تلجأ إلى التهديد لمنع المؤمنين من حضور لقاءات تجمع الطوائف المختلفة، مؤكدًا أن الخوف من الضياع لا يأتي من اللقاء، بل من الجهل وعدم الفهم الصحيح للإيمان.