الراعي وحياة التلمذة في مؤتمر لجنة الكهنة والرعاة: دعوة للخدمة الحقيقية
في إطار اليوم الثاني من فعاليات مؤتمر لجنة الكهنة والرعاة المنعقد بمركز لوجوس بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، قدم الدكتور القس عزت شاكر محاضرة حول مفهوم “الراعي وحياة التلمذة”، حيث شدد على أهمية التلمذة كسبيل للعيش في ظل تعليم المسيح وخدمته.
افتتح الدكتور عزت شاكر حديثه بتسليط الضوء على التحدي الأكبر الذي يواجه الرعاة، وهو كيفية تطبيق تعاليم المسيح بشكل يومي في حياتهم وخدمتهم. وأكد أن الله لن يكرمنا بناءً على ولائنا لعقائد طوائفنا المختلفة، بل على أمانتنا لله ولخدمتنا له.
الرسالة الحقيقية للخدمة: تقديم المسيح
أشار القس عزت إلى أن البعض يركز في رسالتهم على الدفاع عن الكنيسة، لكن الرسالة الأسمى هي تقديم الرب يسوع للعالم. ودعا الرعاة إلى أن يكون انتماؤهم الأساسي للملكوت السماوي، وأكد أن هناك “نقطة نور” في كل كنيسة يجب أن يستفيد منها الجميع. كما ذكر أن الرعاة، رغم مسؤولياتهم التعليمية، لا يزالون بحاجة إلى أن يتعلموا باستمرار.
مفهوم الدعوة والتلمذة
تطرق القس عزت شاكر إلى معنى الدعوة في حياة الراعي، موضحًا أن الدعوة ليست لخدمة محددة فقط، بل هي دعوة للمشاركة في مجد الله الأبدي. واستشهد بآية من رسالة بطرس الأولى 5:10، مؤكدًا أن الله الذي دعانا لمجده يستحق أن نعطيه حياتنا كاملة، وأن التلمذة هي امتياز يجب أن نعيشه مدى الحياة.
وفي هذا السياق، دعا القس عزت إلى التأمل في الشاهد من إنجيل لوقا 14: 25-35، مستشهدًا بأقوال أحد الآباء: “من يحمل صليبه يحمل روح الاستشهاد”. كما ذكر قصة الكاتب شارل استاد الذي كرس حياته للمسيح بعد أن تأثر بمقالة لأحد الملحدين، حيث أدرك أن الإيمان الحقيقي يتطلب أن يكون الدين هو الشغل الشاغل لحياة المؤمن.
التلمذة الحقيقية: حمل فكر المسيح والسلوك بمثله
وأكد القس عزت أن التلمذة تبدأ بحمل فكر المسيح، حيث أشار إلى رسالة كولوسي 3:16: “لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى”، موضحًا أن التلميذ الحقيقي هو من يثبت في كلام الرب ويسلك كما سلك المسيح. كما شدد على أهمية أن يتغير التلميذ يوميًا من خلال تعلمه من سيده، وأن هذا التغيير يجب أن يكون مستمرًا من مجد إلى مجد، بما يعكس امتلاء الروح القدس في الخدمة والحياة اليومية.
الجهاد اليومي في النعمة واستغلال الوقت
وأشار الدكتور عزت إلى أن النعمة تحتاج إلى جهاد يومي، وأن الفهم الخاطئ للإيمان لابد أن يتغير. كما تناول أهمية تقدير الوقت، مشيرًا إلى أن 80% من الوقت يضيع في أمور يمكن الاستغناء عنها. واستشهد بمثال نيلسون مانديلا الذي كرس حياته لنضال شعبه ولم يرضَ بمقايضة حريته بالقضية التي آمن بها.
اختتم القس عزت محاضرته بالصلاة، طالبًا من الله أن يمنح الجميع القدرة على التغيير والنمو في الإيمان والطاعة، مشددًا على أن التلميذ الحقيقي يتعلم كل يوم ويعكس مجد الرب في حياته وخدمته.