الأنبا توماس عدلي: الكتاب المقدس في حياة الراعي هو دعوة للتفسير العميق وفهم القضايا الأخلاقية

ألقى نيافة الأنبا توماس عدلي، مساء اليوم محاضرة غنية بالفكر الروحي ودراسة الكتاب خلال مؤتمر الكهنة والرعاة بمجلس كنائس مصر. استعرض نيافته كيف أن الكتاب المقدس يشكل حجر الزاوية للعظات، مشيراً إلى أن الكتاب المقدس يمكن أن يكون نقطة انطلاق للقضايا الأخلاقية التي يتطرق إليها الراعي في وعظه. لكنه شدد على أن النصوص المقدسة تحتاج إلى تفسير عميق ومتجدد يتناسب مع احتياجات الرعية وحالاتهم المختلفة.

وتحدث نيافة الأنبا توماس عن أهمية تفسير الكتاب المقدس بشكل دقيق، لافتًا إلى أن يسوع المسيح كان يستخدم الأمثال ليس فقط لتوضيح نقاط أخلاقية، بل لتوجيه الرعاة والشعب إلى كيفية فهم مفاهيم القربى والرحمة. على سبيل المثال، استعرض نيافته مثل السامري الصالح الذي لم يكن مجرد مثل عن الشفقة، بل عن مفهوم القريب.

وأوضح نيافته كيفية تفسير أمثال السيد المسيح من خلال فهم السياق الذي يُطرح فيه المثل، سواء قبل سرد المثل أو بعده. استدل بمثل الابن الضال (لوقا 15) الذي يظهر فرح الأب بعودة الابن الأصغر، لكنه يبقى الباب مفتوحاً أمام تصرف الابن الأكبر، مما يجعل الرسالة مزدوجة تتحدث عن الغفران والاحتفاء بالعائدين إلى الرب، وفي الوقت ذاته تطرح تساؤلاً عن مدى تقبل الآخرين لهذا الغفران.

وفي ختام المحاضرة، أشار نيافته إلى ضرورة أن يكون الراعي محدثاً لنفسه ومواكباً لأحدث الدراسات في الكتاب المقدس، ليتمكن من تقديم تفسير جديد يلائم احتياجات المؤمنين. كما قدم أمثلة عملية مثل اختيار أسماء مستوحاة من النصوص المقدسة للخدمات المختلفة، كدار “السامري الصالح” لكبار السن أو خدمة “يوسف الرامي” لخدمة الموتى.

واختتم نيافة الأنبا توماس كلمته بالإشارة إلى أهمية استخدام الكتاب المقدس كأداة حية في التعليم والإرشاد، مؤكدًا على ضرورة أن يكون الراعي دائم الاطلاع على ما وصلت إليه الدراسات الحديثة.

يذكر أن نيافته كان قد ألقى كلمة الكنيسة الكاثوليكية في مصر، نيابةً عن غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق. كما أهدى نيافته هدية تذكارية إلى قداسة البابا تواضروس الثاني، من أعمال أبناء مركز سان جوزيف لذوي الاحتياجات الخاصة بالفيوم.