إفتتاح “أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين” في لبنان
إنطلق “أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين” في الشرق الأوسط والعالم، حيث تمّ افتتاحه في خدمة صلاة أُقيمت يوم الأحد 21 يناير الجاري، بضيافة كنيسة القدّيس جاورجيوس للكنيسة الشرقيّة الآشوريّة الأرثوذكسيّة في سدّ البوشريّة، وذلك ضمن الإحتفالات الّتي تنظّمها في لبنان اللّجنة الأسقفيّة للعلاقات المسكونيّة في مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بالشّراكة مع مجلس كنائس الشرق الأوسط.
شارك في الصلاة قداسة البطريرك الكاثوليكوس مار آوا الثالث، بطريرك كنيسة المشرق الآشوريّة ممثّلًا بنيافة الأسقف مار أبرس يوخنّا، راعي أبرشيّة دهوك ونينوى لكنيسة المشرق الآشوريّة، غبطة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي والرئيس الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط، قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانيّة الأرثوذكسيّة في العالم، والرئيس الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط، ممثّلًا بنيافة المطران مار اقليميس دانيال كوريّة، راعي أبرشيّة بيروت للسريان الأرثوذكس، قداسة الكاثوليكوس آرام الأوّل، كاثوليكوس الكنيسة الأرمنيّة الرسوليّة لبيت كيليكيا، والرئيس الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط، ممثّلًا بالأب ستيفانوس باشايان، وحضرة القسّ د. حبيب بدر، رئيس الاتّحاد الإنجيلي الوطني في لبنان، والرئيس الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط.
كما شارك في الصلاة لفيف من السادة المطارنة وجمع من الآباء الكهنة من مختلف العائلات الكنسيّة، إلى جانب د. لور أبي خليل، ممثّلةً الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس، شخصيّات سياسيّة ورسميّة، أبناء الرعيّة ومؤمنين من كلّ الكنائس.
بعد كلمة افتتاحيّة وجّهها الأب طانيوس خليل، عميد كليّة اللّاهوت في جامعة الحكمة في لبنان، وعضو اللّجنة الأسقفيّة للعلاقات المسكونيّة في مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك، تضمّنت الخدمة الصلاة المسكونيّة من كتيّب “أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين” لهذه السنة الّذي حمل عنوان “أحِبَّ الرَّبَّ إلٰهَكَ… وَأحِبَّ قَريبَكَ مِثلَمَا تُحِبُّ نَفْسَكَ” (لوقا 10: 27)، حيث قرأ نيافة الأسقف مار أبرس يوخنّا إنجيل السامري الصالح. هذا إضافةً إلى قراءات وتأمّلات وترانيم بحسب طقس الكنيسة الشرقيّة الآشوريّة الأرثوذكسيّة أدّتها جوقة الكنيسة.
خلال الخدمة، وجّه غبطة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي عظة بعنوان “إذهب أنت وأعمل مثله” ( لو 10: 37)، شدّد فيها على أنّ الحاجة ماسّة إلى محبّة ورحمة في القلوب وسط الخلافات والإنقسامات. كما تحدّث عن موضوع أسبوع الصلاة لهذه السنة مشيرًا إلى أنّ كلمة الله تجتاح إلى قلوب صافية منفتحة على الحبّ، وإلى عقول منفتحة على الحقيقة، وإلى إرادات منفتحة على الخير، لتعطي الثمار الوفيرة في الكنيسة والمجتمع. كلمة الله تُقبل وتُترجم في أعمال رحمة.
أضاف غبطته أنّ المحبّة تُترجم بأفعال رحمة تجاه أي إنسان، حتى ولو كان عدوًّا. مع المسيح سقطت العداوة ودخلت تاريخ البشر ثقافة المحبّة والرحمة. وتابع أنّ هذه هي ثقافتنا وحضارتنا المسيحيّة الّتي نعيشها وننشرها بمثل حياتنا في بيئتنا المشرقيّة، هذه حيث زرعنا الله لنشهد للمحبّة والرحمة بوجه كلّ ما نرى من عداوات وحقد وبغض وانقسامات وحروب. نعم، المحبّة بطولة والرحمة بطولة، وما سوى ذلك، هو ضعف.
من جّهته، وجّه نيافة الأسقف أبرس يوخنّا كلمة باسم قداسة البطريرك مار آوا الثالث، رحّب خلالها بغبطة البطاركة وسيادة الأساقفة والكهنة والحضور. كما أعرب عن فرحه باستضافة هذه المناسبة في كنيسة القدّيس جاورجيوس للكنيسة الشرقيّة الآشوريّة الأرثوذكسيّة. هذا وشدّد على أهميّة الوحدة المسيحيّة حيث رفع الصلاة على نيّة تحقيق وحدة القلوب بين جميع الكنائس على اختلاف تنوّعها بالمحبّة المتبادَلة.
كما ألقى سيادة المطران يوسف سويف، رئيس أساقفة أبرشيّة طرابلس المارونيّة ورئيس اللّجنة الأسقفيّة للعلاقات المسكونيّة، كلمة تطرّق فيها إلى ضرورة الصلاة معًا وعيش روح المحبّة والأخوّة بين الكنائس بعيدًا عن كلّ الإنقسامات. إلى ذلك، شدّد على روح الوحدة المرجوّة والمنتظرة، والّتي من أجلها صلّى الربّ يسوع في ليلة إقباله على الموت فداءً عن البشريّة بأسرها.
خلال الصلاة، اتّحد المؤمنون مع رؤساء الكنائس بالصلاة ورنّموا معًا بقلب واحد وبأخوّة ورجاء على نيّة الوحدة ومن أجل السلام في الشرق الأوسط والعالم.